التحديات:
يبلغ عدد الجامعات والكليات الجامعية في السودان 122 جامعة بين حكومية وخاصة، منها فقط 18 مؤسسة معنية بالتعليم العالي التقني *. حين عمدت حكومة الإنقاذ إلى التوسع الكمي في التعليم العالي على حساب جودته وملائمته لاحتياجات البلاد التنموية وسوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي، أدى ذلك الى أن تصل نسبة البطالة في صفوف الخريجين إلى 48% حسب وزارة العمل والإصلاح الإداري السودانية **. ورغم دعم الدولة جزئيا للتعليم العالي في السودان، إلا أنه يظل صعبا على شعب يعيش 46.5% من سكانه تحت خط الفقر *** أن يتكفل بمعيشة ابنة/ابن أو أكثر في الجامعة ليصبح الخريج عاطلا بعد انهاء دراسته الجامعية، يؤدي هذا إلى خلق حالة من عدم المساواة، حيث تصبح الشريحة الأكثر فقرا في المجتمع غير قادرة على دعم بناتها/أبنائها ماديا للحصول على تعليم عالي ذا جودة تتيح لهم المساهمة في الخروج من دائرة الفقر.
حسب استطلاعات حزب بناء السودان في يونيو 2018، يبلغ مرتب مساعدي التدريس في جامعة الخرطوم (مع البدلات) 1400 جنيه سوداني أي أقل من 40 دولار شهريا، الأمر الذي يعني أن مساعد التدريس يعيش تحت خط الفقر العالمي بواقع 1.3 دولار لليوم، حيث يبلغ الحد العالمي لخط الفقر 1.9 دولار في اليوم. الواقع أن مساعد التدريس إذا كان يعيل شخص آخر أو أشخاص آخرين غير نفسه فهذا يعني أن كامل الأسرة تقع تحت خط الفقر بنسبة كبيرة جدا ما لم يكن هناك مصدر دخل آخر. بينما يبلغ مرتب المحاضر في جامعة الخرطوم (حاصل على الماجستير) 2500 جنيه سوداني، وهو ما يعادل 51.25 دولار شهريا، ويعادل ذلك 2.25 دولار في اليوم، مما يعني أنه تقريبا على خط الفقر العالمي، وفي حالة اعالة المحاضر لشخص آخر أو أسرة فإن كامل الأسرة تكون تحت خط الفقر بنسبة كبيرة أيضا. في أثيوبيا تبدأ مرتبات مساعدي التدريس من حوالي 81.4 دولار شهريا بينما يتقاضى المحاضر الحاصل على الماجستير حوالي 166.55 دولار شهريا والأستاذ الجامعي 196.85 دولار شهريا في مقابل 82.1 دولار يتقاضاها الأستاذ الجامعي في جامعة الخرطوم في بداية عمله، هذا يعني أن مرتبات طاقم التدريس في أثيوبيا أكثر من ضعف مرتبات طواقم التدريس لدينا. أما في جنوب أفريقيا يتقاضى الأستاذ الجامعي 4390 دولار شهريا والمحاضر 2950 دولار شهريا أما مساعد التدريس فيبدأ مرتبه 2190 دولار شهريا.
الرؤية:
نحن في حزب بناء السودان، نسعى إلى إعادة رسم سياسة التعليم العالي كليا واضعين في الاعتبار الأهداف التالية:
الهيكلة:
مالية الجامعات:
مجانية التعليم العالي عند نقطة التلقي (Free at the point of access):
ختاما:
حزب بناء السودان من خلال طرحه لبرنامج تطوير التعليم العالي يسعى لجعل التعليم العالي ذا جودة عالية حيث تُمكن مؤسسات التعليم العالي من تطوير نفسها ومناهجها وأدواتها عبر استقلاليتها الإدارية والمالية الكاملة، ويتلقى أساتذة الجامعات المستحقات التي تمكنهم من الابداع في عملهم ويستطيع الطالب الاستفادة القصوى من تعليمه العالي عبر التأكد من أن التعليم الذي يتلقاه سيمكنه من أن يكون عضوا فاعلا ومنتجا في المجتمع دون أن يشكل تعليمه عبئا على أسرته، كما أنه لم يغب عنا المنافع الاجتماعية والعملية والاقتصادية المترتبة على أن تقوم الدولة بتشجيع عمل الطلاب أثناء فترة دراستهم الجامعية. وحيث أن هذا البرنامج يزيح تمويل التعليم العالي عن كاهل الدولة، فإن هذا يتيح للدولة أن تقوم بتمويل التعليم العام (ما قبل الجامعي) بشكل كامل وبشكل أفضل، مضمنا 3.2 مليون طفل لا يتلقى أي تعليم بتاتاً.
.نحن إذ نطرح هذا البرنامج للمشورة الشعبية، نسعى إلى أن يكون المجتمع والمواطن عنصرا فاعلا في رسم سياسات الدولة.
——
* حسب المعلومات المستخلصة من موقع وزارة التعليم العالي السودانية.
** دراسة أعلنتها وزارة العمل والإصلاح الإداري السودانية في 2016 عبر مؤتمر صحفي – https://www.youtube.com/watch?v=25O2ZnOINZs
*** الجهاز المركزي للإحصاء في السودان http://sd.one.un.org
مقارنة المرتبات مصادرها: استطلاع حزب بناء السودان لعاملين في جامعة الخرطوم – موقع http://mywage.org – تقرير عن مالية أعضاء هيئات التدريس في جنوب أفريقيا في 2014