إننا نؤكد في حزب بناء السودان أن رضا المواطنين بالقوانين التي تسري وتطبق عليهم هو أكبر ضمان لتنفيذها طواعية، وأن زيادة المشاركة السياسية هي الدافع الحقيقي لإحداث إستقرار سياسي واجتماعي في هذه البلاد. ومن هذا المنطلق نتقدّم بالمقترحات الآتية:
أولاً: أن يقوم البرلمان بإجازة قانون يتضمن تفصيلاً واضحاً وملزماً لعملية المشورة الشعبية، وذلك بأن يحدد فيه فترة مشورة شعبية وقدرها ثلاثة أشهر تُطرح فيها مسودة القوانين المقدمة من الحكومة أو الجهاز التنفيذي للرأي العام للتشاور المفتوح والعلني حول مسودة هذا القانون.
ثانياً: ووفقاً لما نصت عليه المادة 106 من دستور السودان الإنتقالي لسنة 2005، والتي جوّزت للنائب البرلماني الحق في تقديم مشروع قانون بمبادرة خاصة، فإننا نطالب البرلمان بأن يخضع مشروع القانون الذي يُقدّم عبر مبادرة خاصة للمشورة الشعبية؛ حيث أننا نرى أن هذا الإسلوب بمجرد إعتماده سيتيح لمجموعات الضغط ومجموعات المصالح أن تنشأ في كافة المجالات المعنية بقضايا مختلفة مما سيمكّنها من أن تستقطب أعضاء البرلمان والدعم الشعبي وأن تضغط وتروّج لمشروعها، والأخير بدوره سيضفي حراكاً سياسياً وشعبياً إيجابياً.
ثالثاً: يجب على هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تقوم بنقل جميع مداولات البرلمان ولجانه المتخصصة على الهواء مباشرةً للرأي العام حتى يستطيع أن يتفاعل مع النقاشات ويبلور رأياً حولها، فيُخلق تفاعلاً ما بين الرأي العام والمشرّع.
رابعاً: أن يقوم رئيس الوزراء بالمثول أمام البرلمان مرة واحدة في الإسبوع على أقل تقدير، على أن تُبث هذه الجلسة على الهواء مباشرةً، ويحق كذلك لجميع النواب طرح أسئلة ومناقشة رئيس الوزراء عن جميع أنشطة الحكومة.
خامساً: أن يكون بإمكان الرأي العام الإطلاع ومن خلال موقع البرلمان الإلكتروني على تفاصيل تصويت النواب، بالإضافة إلى معرفة أي نائب صوّت لمصلحة أي إتجاه في مشروع القرار المعني؛ وذلك لجعل كل نائب محاسب أمام ناخبيه في الدائرة الإنتخابية، وزيادة الرقابة الشعبية على أداء النواب.
سادساً: أن يتم عرض جميع مداولات البرلمان مكتوبة على الرأي العام وتحفظ للتاريخ وتعرض إلكترونياً بتفاصيل مداولات الأعضاء في جلسات البرلمان، حتى ولو كانت في جلسات اللجان المتخصصة.
إننا في حزب بناء السودان ومن موقعنا في المعارضة على يقين تام أن التدابير المرفقة أعلاه بمقدورها زيادة مستوى المشاركة السياسية في البلاد، ومن المهم ذكره أنها تتناسب عكسياً مع إسلوب إستخدام السلاح في العمل السياسي، ذلك لأن النهوض بهذه المؤسسات لا يتحقق إلا بالتدرج، ونحن على قناعة بأن البرلمان الحالي هو أقل البرلمانات شرعية وشعبية وثقة جماهيرية. وعليه فإننا في حزب بناء السودان نسعى لضمان أن يكون التغيير راسخاً ومستداماً في السودان. )